القُفلُ السّحريّ

هناك بين الظّلام كانت تعيش أمينة ذات الأربعة عشر ربيعا ، في كوخ من خشب بجانبه شجرة الزّيتون الّتي تحكي لها حلمها كلّ صباح ، ذات ليلة استيقظت فزعة إثرَ عاصفة قويّة تهدّم الجبال ، و بعدها خرجت أمنية كي تتفقّد شجرة الزّيتون و لكّنها تعجّبت لأنّ جميع الأشجار استسلمت إلاّ كاتمة أسرارها بقيت صامتة ، ركضت الفتاة نحوها فرحة ثمّ ضمّتها بكلّ حبّ و حنان قائلة : " يا من صمدتِ طيلة هذه السّنين ما سرّك؟ " في تلك اللّحظات انبعث ضوء و إذا به قفلٌ ذهبيّ يسرّ الأنظار ، رجعت أمنية خطوتين متعجّبة و قالت : " ما هذا يا شجرة الزّيتون !" ، أجابتها الشجرة : "هذا صديقي الذّي يشجّعني على الصّمود أمام الرّياح القويّة"، وبعد مدّة استدارت أمنية إلى كوخها الذّي صار حطاما و عينيها تملؤهما الأحزان ، صمت الجميع و بعد تشاور بين الصّديقين وصلا لحلّ ، قالت الشّجرة :" اقترح صديقي اقتراحا جيّدا"، قالت أمنية بكلّ حماس:" ما هو؟ " ثم قال القفل السّحري: " أغمضي عينيك الزرقاوين من فضلك" لبّت أمنية طلبه ، وبعدها صارت الشّجرة بريقا ، ثم فتح باب لتدخل أمنية منبهرة بمنظر شجرتها المفضّلة من الدّاخل و هي تحتوي كتبا جميلة و وسادة مريحة ، بطّانية ، و كذا شوكولاطة ساخنة فوق الطّاولة التّي تقابل التّلفاز الكبير...
جلست أمنية و غطّت نفسها و احتست الشّوكولاطة ، و نامت لأوّل مرّة دون قلق أو خوف ، و كانت كلّ صباح تتفقّد حقلها الّذي زرعته بكلّ حبّ ، و قد صار لها صديق جديد اسمه : القفل السّحري.

| قصّة من تأليف الكاتبة تسنيم نور الهدى سعيداني ، تحت إشراف الكاتبة نهاد سعيداني، من الجزائر.
تعليقات