أخر الاخبار

هل يتلقي شوق الزمان وحرارة المكان ؟!




#رواية غداً للكاتب الفرنسي "غيوم ميسو"


أول عهدي في القراءة لغيوم ميسو  كانت رواية ( غداً) ما جذب انتباهي في البداية صورة الغلاف لا أعلم لماذا ،ولكن شعرت وكأن الفتاة تحاول اللحاق بالمستحيل. وعندما بدأت قراءة أولى الصفحات من الرواية لم يصبني الملل قط وأنا اقرأها .. واستحوذت على جزء من تفكيري لمدة ثمانية أيام .. وأنا اخمن ما ستؤول إليه الأحداث كل مرة ، فهذة عادة غيوم ميسو عند قراءتك له لا تستطيع توقع أي شيء و توقع كل شيء .. وهذا هو الإبداع أن يجعلك الكاتب تندمج مع تفاصيل الرواية بكل كيانك وتفكيرك وكأنك جزء لا يتجزأ منها .. يغمرك الحنين وتشعر بالحزن والفرح مع كل حدث يمر بها الأبطال في الرواية. في أول مئة صفحة من الرواية تشعر وكأنك تعيش أحداث قصة حب. في ثاني مئة صفحة تتحول الرواية إلى لغزٍ غريب عجيب. في ثالث مئة صفحة يصبح عند القارئ حالة من التخبط ، ولا يدرك مع أي شخصية يتعاطف. باقي الرواية تتحول إلى الغاز بوليسية ، قتل ، حالة حب، هروب ،اكشن. بصراحة هي من الروايات التي اجتمع فيها كل شيء. تبدأ أحداث الرواية من عند أستاذ جامعي في قسم الفلسفة بجامعة هارفرد اسمو "ماتيو" ماتيو مصاب بحالة من الصدمة النفسية من بعد فقدان زوجته كيت بحادث سير . وبشخصية ثانية اسمها "إيما" تبحث عن الارتباط برجل ينسيها علاقتها القديمة . في يومٍ من الأيام يشتري ماتيو حاسوب مستعمل من سوق الخردة ، ومن هنا تبدأ الأحداث. الرواية في مجملها العام رائعة سواء من ناحية الأسلوب أو اللغة أو حتى في قدرتها على جذب القارئ ؛ فمن البداية إلى النهاية كانت في قمة الإبداع و التألق والجمال الفني حيث روعة الحبكة الأدبية التى اتسمت بها هذه الرواية. بعد أن تنتهي من الرواية ، ترغب بتصفيق بقوة لغيوم ميسو , على ترابط الأحداث بطريقة رهيبة ؛ فغيوم ميسو كاتب رائع .. يجعل القارىء يندمج مع الأحداث ويفكر ويخمن .. ويشارك في صنع التفاصيل. الرواية أسعدتني جداً في أسلوبها السلس و المشوق بنهاية الرواية. وأضافت الكثير لشخصيتي و خاصة ببعض الاسئلة الوجودية ، و السؤال الأبرز هل تتغير الأقدار ؟؟

أنصحكم بها رواية مشوقة وجداً لا تخلوا من المفاجآت حتى آخر الصفحات.


| بقلم : ناريمان حمزة، من سوريا





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -