أخر الاخبار

الصلاة راحة و امتداد للأمل


مراجعة كتاب ( فاتتني صلاة !! للكاتب إسلام جمال )


يحثنا ديننا الإسلامي على المحافظة على فريضة الصلاة، حيث أنها صلة العبد بربه في تمازج للطاعة و الثقة الربانية. الكتاب الذي بين أيدينا لخص مجمل ما يمكن للذات أن تعيه أو تعتنق تفاصيله، بمعنى أن طياته تشتمل رويدا على عبرات لولوج عالم الصلاة و المحافظة عليه، نجد الكثير يقف على هاوية الخضوع لمذلة ترك الصلاة ليجد نفسه يوما يقول:

كنت في تيهان، حقيقة كم هي الأعذار باهتة؟ و الحجج تافهة؟ كن مع الله يكن معك دوما، يداوي تلعثم داخلك لتسمر على الصراط المستقيم، اترك الكسل و حاربه بيقين و اجتهاد، ساعد نفسك لكي لا تعيش مذلة الحرمان. الحياة حرية شخصية للجميع و لكن ليس مع واجباتك مع الله خاصة و أن الصلاة ترافقك دوما و تحثك على الهدى، فهي نورك في عتمة الحياة، عش تفانينها و قبل أن تصلي انفتح على معرفة الله تسلك طريقا سلسا سهلا لها ، فمضغة صدرك ستلين نفسا بعد آخر، كن على ثقة أن بهذه الليونة تنعش قلبك و تدفعه بين الكتب للذكر و الحمد، كلما كانت صلابة اتصالك بسجادتك زدت يقينا و تقربك من هدفك، و هو ولوج عالم الصفاء ألا و هو الصلاة.. حقيقة عقلنا الباطني سريع في تجوله بين أفكارنا الهدامة عادة، فكثيرون من يدعون أنه من لا يصلي موفق في حياته سعيد بماله، في حين نسو أن الله ليس غافلا عما يفعل الغافلون، فالصلاة تنهاك عن الفحشاء و المنكر، تبعدك عن الرذيلة، ترسلك لقول الحق و فعل الخير، هي كغمامة حماية لك، يرزقك الله بها ما لا يرزقك تاركها، الذي إن سألته : هل قلبك سعيد حقا؟ هل بالك مرتاح؟ تسجد إجابات صادمة لك ،فكن مستعدا لكل هذه الهفوات و هاجمها بالإصرار و أطلق العنان لكلمة قوية تساعدك على الخروج من فوهة بركان اليأس و الدخول لعالم الصلاة، تمعن جيدا الصفة المعجزة في ضبط النفس و التحكم في شرايين استمرارك نحو غير المرغوب و الوقوف عند ما هو مهم و معقول بمشاورة العقل في القيام بالواجب، هذا الأمر الذي حقيقة يستهلك طاقة و نفسا لعدم الاستمرار، و يجعل أغلبية الناس تترك الصلاة و تنهال على الحياة، أو تتذبذب في آدائها.

ما مضى يمكن أن يكون حافزا لتحقيق ما هو آت، و المتعب و المرهق وقت سيمضي فتذوق لذته و عش لحظة من الايمان، سيأتي يوم و يحاسب كل تارك للصلاة و كل محافظ عليها، ماذا كان يفعل في وقتها و الواجب يناديه لها؟ رغم أننا نجد الكثيرين تاركو الصلاة، الت أننا ننتعش بغياىهم و هم كثر ممن يهابون غيابها، بل و يزدادون تقربا من الله بالرواتب السنن فيقتاتون عليها كي تعيش أرواحهم الاستمرار على الطاعة و هيبة تركها، فبرواتب السنين لا تبني بيتا في الدنيا و بالسنن الرواتب تبني بيتا في الجنة مقولة أفصحت و أجملت، بل هي جملة تحمل سربا من المعاني تجول داخلها و تمعن، و في ترتيبها هذه العادات ترتيب ليومك بل حياتك كلها كي تصل للسعادة في صلاتك، حاول دوما أن تصنع التحدي بمواصلة قربك منها ، عش لحظات السكون و تلذذ نعمة الصلاة، دوما حاول أن تجاهد نفسك و تخلق مساحة الوعي داخله، فالصلاة راحة و امتداد للأمل، اصنع لها صورة ذات وقار لتصل لها بكل انتصار. كف عن التدبير و انشغل بالتدبر ساعد حاجتك بالإلحاح في الدعاء و التوجه إلى الله و سبيلك في ذلك صلاة بقلب خاشع، تيقن باستجابة الدعاء، و اجعل صلاتك راحة لتلبية حاجياتك و ثقة في رب السماوات والأرض أنه سيجازيك بها عنده يوم تحزن قلوب و تفرح قلوب، فالمكافأة ستكون ذاك الشعور بلذتها و التقرب من الله و تحقيق السكينة بالخشوع فيها، الذي يتحقق باستشعار لذة الطاعة و التريث في أدائها كل هذا يجعل من الصلاة عادة طيبة دائمة توصلك إلى حبل النجاة في الآخرة حقيقة كتاب " فاتتني صلاة " يستحق منا وقفات عديدة و كثيرة، انفتح على قدر الصلاة و مدى أهميتها كعبادة في ربط الإنسان بربه، بل تجاوز هذا إلى إعطاء جرعات دسمة للنفس في كيفية التغلب على قساوة قلبها للولوج إلى عالم الصلاة و حلاوتها، لتبقى الصلاة دوما واجب من واجبات كل مسلم و ركن من أركان دينه الحنيف يؤديها طاعة لله و حبا لرضاه و بلوغا لجنته.

 
| سعيداني نهاد، من الجزائر

تعليقات
تعليق واحد
إرسال تعليق
  • عزالدين جلاوجي 21 أغسطس 2020 في 2:26 ص

    كل التميز والنجاح نهاد سعيداني

    إرسال ردحذف



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -