DARK دارك نهاية 3 مواسم من الإبداع

 

انتهيت منذ دقائق من لحظات مليئة بالعظمة والخيال والروعة..إنتاج درامي أقل ما يوصف به أنه ضخم وعظيم وخرافي، مسلسل DARK بمواسمه الثلاث، عالم من الأسرار والغموض والتشويق في ظل تساؤلات تمس الإنسان ودواخله العميقة.

تبدأ الرحلة من فكرة قد تبدو مكرورة على الأعمال الدرامية والسينمائية.. السفر عبر الزمان لتنتهي عند كل سؤال وجودي ولحظة تأملية وخفايا نفسية للإنسان، وتطرح حلول أو خيارات أو تحاول الإجابة عن أسئلة..

"آدم وحواء، الظل والنور، البداية والنهاية"
"ثنائيات تصنع العالم، تخلق الوجود، وتفنيه لتعيده مرة أخرى"

أنت لا تحتاج لحواسّك الخمسة لمتابعة هكذا عمل، بل عليك أن تمتلك عشرة أو عشرين، عليك أن تمتلك الحس والفكر والفلسفة والخيال وقوانين الفيزياء والكمّ واينشتاين وذاكرة فوتوغرافية وعمق في التحليل.
من النغمة الأولى تسحرك موسيقى البداية ثم يأخذك أبطال المسلسل إلى عوالمهم، في اختيار ذكي لممثلين تراهم لأول مرة - غالباً- لكنهم قادرين على إبهارك :
(يوناس - نوح - شارلوت - أولريش - هانا - مارثا - كلوديا، وغيرهم..) شكلوا لوحة غاية في الذكاء والدهاء والإبهار ليخرج لنا عمل فنّي رائع كهذا.
ثم حوار يتنقل من بساطة الحديث ليرتفع في أماكن كثيرة إلى لغة فلسفية وجودية عميقة، ويطرح نظريات ليجيب على أسئلة الإنسان الأزلية، نحو الخَلق والحياة والموت والبعث، تغيير الماضي والواقع، السفر عبر الزمن، العوالم المتوازية.. وغيرها من قضايا شائكة استخرجها المؤلف من عمق التجربة البشرية جمعاء بمشرط جرّاح دقيق وحادّ لا يتقنه الكثيرون،
أما الأحداث فهي مزيج من الإثارة والغموض والخيال والجريمة والحب والكره، لن تفهمها كلها بل ربما -أغلبها- لكنها ستبقى قادرة على سلب أنفاسك وتفكيرك لآخر ثانية في كل حلقة.
من الماتركس بأجزائه الثلاثة إلى انترستيلر بفكرته البديعة مروراً ب inception وكل إنتاج درامي وسينمائي تناول ذات الطرح او جزءاً منه.
من أساطير البشر على مر الزمن، إلى أطروحات الفلاسفة، وإنتاجات الرواية العالميةيأتي دارك.. ليصهر كل هذه الأعمال في بوتقة واحدة، تجعل المشاهد حقاً في حالة من الارتقاء والإشباع !
شكراً نيتفلكس.. شكرا ً ألمانيا على عمل بديع فريد ضخم عبقري كهذا.

بقلم :
| لبنى سعيد
| فلسطين


تعليقات