أخر الاخبار



صوته يشدنا جميعا وهو ينقل لنا قصصا واحداثا عن ماض أثرا على ملامحه خطوط من تفاصيله والتي غدت صفحات تروي حكايات من الزمن الجميل ،هو جدي الذي كان دائما يروي لنا القصص والاحداث الجميلة والحقيقة ،فكنا دائما نجلس كل صباح على مائدة الفطور متلهفين حتى يروي لنا قصة .وفي صباح باكر مع صوت العصافير ،ورائحة الياسمين، وصوت جدي يوقظنا لصلاة الفجر احمد ..عمر ..آية ..فاطمة ...
استيقظنا من النوم وصلينا الفجر جماعة في المسجد الصغير القريب من بيتنا وبعد انتهاء الصلاة أخد جدي يروي لنا القصص والاحداث القديمة من جديد .
الجد :ألا يعلم أحدكم ما سنتحدث عنه اليوم ؟
أخد كل منا ينظر إلى الآخر باستغراب .
فاطمة :الله اعلم ياجدي لا نعرف أخبرنا بسرعة يا جدي ؟!
عمر:نعم يا جدي أخبرنا بسرعة .
الجد:حديثنااليوم عن أمة كانت تجعل من المستحيل ممكنا ،وتتخذ من الصعب مركبا إن لم تجد سلاحا ،امة جمع لها الطواغيت في بغداد التاريخ والحضارة فخابوا خاسرين ،وجمعوا لها في الشام فرجعوا منهزمين ،وجمعوا لها في فلسطين ففروا هاربين ،وأمة لو تمت تحت البغي والعدوان ولم تستسلم أبدا عندما كانت قوية متماسكة كالخيوط ،أمة صاغ القران كيانها ،فأسس الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) بيانها ،فكانت خير أمة عرفها التاريخ ولا يمكن نكران هذه الحقيقة.
ألم تعرفوا من تكون هذه الأمة ؟؟
احمد : لقد عرفنا ياجدي من تكون
هتف الاحفاد بصوت واحد إنها الامة العربية الإسلامية.
آية : هي التي اخبرونا عنها دوما بأنها أمة الإنجازات والفتوحات ،ولكن يا جدي ما الذي حدث لهذه الأمة حتى وصلت إلى هذا الحال ،مشتتين والفرقة تنخر العظام والآلاف من الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ يقتلون ،ويعتقلون ،والحرمات تستباح كل يوم في كل مكان في سوريا ،وفلسطين والهرسك ،البوسنة ،الأيغور،وبورما .
ماذا حدث يا جدي حتى قضى على عزم الأبي سبات؟!
الجد: ضيعنا ديننا فضاعت دنيانا ،لقد كانت هذه الأمة من افضل الامم مجدا وحضارة وقوة ولكن تغير حالها مع الزمن.
فاطمة : جدي لم كانت قوية وكانت أفضل الامم قديما؟؟
الجد: كانت قوية وعظيمة لأنها كانت متمسكة بالدين وتطبق اوامر الله وتعمل بما جاء بالقرآن الكريم والسنة النبوية ،اما الآن لقد أصبح الدين واهي الدعائم بأيديهم والفرقة تنخر عظامها والدمار والفساد يعم البلاد،واستطاع الطغاة ان يشتروا بدولاراتهم بعض النفوس الضعيفة و يسلبوا عقول التافهيين،ويقهروا ذوي العزائم الخائرة من أبنائها الساقطين الذين يصطفون خلف طابور الجبناء الذين احتقروا نفوسهم وهانت عليهم أعراضهم وتراب اوطانهم .
عمر: جدي ،متى يعود المجد وتنجلي الغمة ؟؟
الجد :نحن بحاجة إلى جيل ينفض عنه غبار اليأس والإستسلام ليصعد بالأمة إلى القمة ،ويزيل هذا العدوان الخبيث عن الأمة ،ولكن يجب أن نكون على يقين يا احفادي أن الله عز وجل وعدنا بالنصر المبين ،ولكن متى؟؟لا نعلم !ولكن النصر آت بإذن الله
إني لأبصر فجر نصر حاسم ..تزف سور النور والانفال والحجرات.
الجد:افتح المصحف يا أحمد واتل علينا الآية الخامسة والخمسين من سورة النور .
احمد:حاضر جدي ،قال تعالى "وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتقى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمما يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون"
بعدها فرح الاحفاد وانبعث أمل جديد في ارواحهم ورددوا بصوت مرتفع ،زمجري يا رياح واقصفي يا رعود وليصرخ الهاتف الموعود الامة ستعود ..الامة ستعود بإذن الله ستعود .
الجد: اللهم آمين..اللهم آمين

| بقلم : آية سهيل من فلسطين "غزة"، حاصلة على شهادة تقديرية على مشاركتها الوازنة في مسابقة مجلة شغف، صنف : القصة القصيرة.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -