أخر الاخبار

البنت ووالدتها


لا شيء يستحق القتال ..قلت هذه الجملة وهذه الكلمات عندما خرجت من علاقة فاشلة فنظرت وأنا في عز حزني وضيق صدري وصغر الدنيا في عيني وبكائي الشديد لتعلقي به وشعوري بذلك الفراغ الذي لطالما ملئهُ حباً وكلمات الغزل التي كانت تشعرني بالبهجة والفرح وتلك اللحظات التي قمنا بقضائها معاً كل شيء كان يوحي إلى أنه يختلف عن الجميع بملامح وجهه وشخصيتهُ ..عيناه ..إبتسامته ..يالله كل شيء جميل كأنني كنت في عالم الجنان ..كان دائما ومنذ أن تعرفت عليه يحرص على رسم البسمة على شفاهي وعندما يحزن يركز في عيناي وملامح وجهي كان ينعتني بذات العيون السوداء الكبيرة وكان يتغزل بأبتسامتي وأسناني البيضاء التي تظهر كأنها لؤلؤ منثور مبرج، كان دائما مايقول ضحكتكِ تنم عن طفلة ذات الخمس سنوات جميلة وبريئة، تسحر كل من يسمعها ويراها، وتلك الملامح الملائكية التي تمتلكينها تجعل يومي سعيد ومفرح..كان دائما مايقول بنيتُ لكِ في قلبي بيتاً انت لهُ وإهلهُ ..يخجلني كلامهُ فأنا لستُ من الفتيات الجريئات اللواتي يستطعن الإجابة سريعا، كنت احني رأسي للأسفل وأبتسم حتى أحمرُ خجلاً ..ااه أستيقظتُ من شرودي عندما نظرت إلي والدتي فقالت ماهذه الدموع يا ابنتي ؟ أردتُ أن أرتمي في أحضانها وأقول لها يا أمي ابنتكِ فقدت جزأً من روحها، هل هذا الشيء لا يستحق الحزنُ والبكاء ؟ لكن لم أستطع كانت تساندني كثيرا، أشعر أنها والدتي ووالدي، صديقتي وصديقي، روحي التي لا أعرف سواها ..مع هذا لا أستطيع البوح لها بما يجري معي لأنها عفوية وتحزن كثيرا عندما ستشاهدني هكذا حزينة لهذا مسحت دموعي بأطراف تلك الأنامل التي شعرت بأرتجافها قليلا لأبتسم ابتسامة رضا بوجودها وسؤالها عني. يا أمي لا شيء وجودكِ يسعدني ..كررت سؤالها مابكِ يا ابنتي أنظري إلي ولا تحزني فقد غزا الشيب رأسي وملأت التجاعيد وجهي وتغيرت ملامحي ومر كل شيء منذ أربعين عاما حتى مر كل شيء مرار الكرامْ علينا ..إبتسمت وقالت هيا إنهضي لا شيء يستحق القتال والنزاع والبكاء. ما مر سيمر والقادمُ أفضل ..أحبكِ حبيبتي.

بقلم : صابرين العبيدي
| من العراق

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -