أخر الاخبار


الثالث من ديسمبر عامين من الضياع و الأوجاع إنه تاريخٌ باهت لا عليك منه ،
كما هي العادة أربع جدران و ذكريات مليئة تتراقص في مخيلتي شريط ذكريات حافل بالمآسي و الأوجاع؛
لا اتذكر أنني فعلت ذنباً "دعني أقول بأنني لست ملاكاً على هيئة بشر" ولكن لم يحدث كل هذا؟
لدقائق معدودة تذكرت بأنني كردية كتب عليّ الظلم منذ مئات من العصور
أحدنا منحازٌ لجهةٍ معينة و الآخر يهتف لطرفٍ آخر
ولكن القذائف تأخذنا معاً، والرصاص يهطل علينا معاً.

أظن اليوم زفاف أحدنا
لم اخطىء ها هي قافلة الشهداء تأتي محملةً من جديد.
تلك الغيمة السوداء سوف ترحل بعيداً وتلك الروح اللعينة التي تتراقص على أوجاع وطني ستكون سراباً
ستبقى أوجاعنا أزليه خالدة ؛
سأتذكر طفلي الشهيد حين أرى رفاقه يسارعون إلى المدارس ،
و زوجي الذي ذهب ليدافع عن وطنه ولم يعد ،
وجاري الذي كان يحتسي الشاي أمام منزله ،
وخطيبٌ وعد بالبقاء فرحلت خطيبته ؛
أعلم بأن وعد الله حق و سيبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين ، ولكنني بحاجة إلى بعضٍ من جرعاتٍ مهدئة لعلها تطفئ أوجاعنا ،
بحاجة إلى أمانٍ و هدوء وعدم خوفي من مقولة "هدوء ماقبل العاصفة"
تذكرت أن الله إن أحب عبداً ابتلاه ،إلهي اعلم بأن قدرتك تفوق عطر غاز الفسفور و القذائف و تلك المجازر
نحن بانتظار رحمتك .
لا اعلم لما كتبت ولكنني اعلم أنها لحظاتٌ لا متناهية من الضعف وبعض من المشاعر المبعثرة ؛
دعني ارحل فقد برد كوب شاي الذي احضرته منذ شن العدوان التركي هجماته ع بيتي المتواضع.
بقلم : جودي نيشان | من : سوريا
حاصلة على شهادة التقدير على مشاركتها في مسابقات مجلة شغف، صنف الخاطرة وذلك لاحترامها لمعاير المسابقة و لجودة إبداعها وجماليته أسلوبا ومضمونا.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -