أخر الاخبار

الخوف يصنع الوهم


"الخوف" الذي يصنع لنا الدوافع والحوافز، ويضع لنا القواعد ويبني حولنا الجدران، عامل يضج بالطاقة ومقيدٍ لها في آنٍ واحد، ويزيد أوار النار في قلوب البشر، لا يرتهن بيد، ولا يقيد بقيد، قائم بذاته ويحيا طالما تنبض قلوبنا بالحياة.

هذا لو تحدثنا عن الخوف بمجمله العام، لكن للخوف من الإختلاف صورة اخرى تجعلنا أكثر وحشية اتجاه الغير، تفرض علينا الخروج من حجور ولجناها لأنّا عشنا فيها بأمان وهمي، والأمان هنا هو كل ما اعتدنا عليه حتى لو لم نقتنع به، والشعور بالأمان اتجاه "المعتاد" بعيدًا عن أي اعتبار سوى الإعتياد عليه .. ذلك هو الوهم بعينه!

نستطيع أن نمسك العصا من الوسط وندعي الحياد .. لكنَّا لو خضنا في التفاصيل سنجد أنفسنا ننجذب لأحد الطرفين، يجمعنا التشابه طالما حافظنا على حدودٍ فاصلة بين بعضنا البعض، و على صورة مجملة لعامل التشابه بيننا بعيدًا عن التفاصيل، وعندما نقترب سيتبين لنا كم كنّا مختلفين .. مختلفين حد التناقض.

نشعر بالراحة للتكرار، ونخشى الإختلاف الذي يحمل معه لوازم عدّة، قبول وتقبل، وجدلية كبيرة حول حدوده تنتهي غالبًا دون نتائج، ولأننا لا نطيق تلك اللوازم فلن نطيق الإختلاف وسيكون مصدر خوفٍ دائم لنا.

نستطيع أن نحلل ونبسط الأمور بإخفاء جزء من حقيقتها، الحقيقة الملازمة لكل تعقيد لا يروق لهلعنا ولاعقلانيتا وخوفنا الدائم، سنقضي الحياة مطمئنين طلما تضجت بالأكاذيب، ونحياها هاربين مترقبين إن طلبنا الحقيقة يومًا.

بقلم :
محمد الزريعي | من : فلسطين

الرتبة الثالثة في مسابقات مجلة شغف العدد الأول، صنف " الخاطرة " .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -