أخر الاخبار

صفات المرأة الهستيرية وكيفية التعامل معها ؟



من الأشياء التي تحدث كثيرا وتتكرر في حياتنا دون أن نجد لها تفسيرا ، فنربطه بحجة القلق والتوتر أو التعب، و أحيانا بنقص حاد بمستوى السكري .

شيماء كنموذج من النماذج التي نراها في الجامعات أو المدارس الثانوية ، تصاب بنوبات إغماء من حين لآخر فتحملها زميلاتها إلى البيت ، حيث تستقبلها الأم بالروائح وفرك لأذنيها وتأخذها في الأحضان إلى أن تفيق من غميتها ، لتفجر في البكاء و الصراخ فتواصل الأم تهدئتها مع أفراد الأسرة ، و أحيانا رفقة جيران الحي . وقد تبقى على هذه الحالة لمدة ساعتين فأكثر ، إلى أن تهدأ . فينفض الجميع إلى حال سبيله، و هي حالة ستتكرر ثانية مع أي ضغط نفسي قد يؤرق مزاجها فيكون كل من يعرفها حذرين معها.

بعد أن تم تشخيص حالتها طمئن الطبيب الأسرة بأن حالتها لا تستدعي القلق ، و أنها مجرد (إغماء هستيري) و أن ما عليهم إلا تركها إلى أن تفيق وحدها بعد كل حالة إغماء.

إستمرت شيماء على هذه الحالة إلى أن تطور الأمر إلى الآتي :

  • أصبحت تفقد ذاكرتها لعدة ساعات، فلا تذكر من تكون و أين هي ؟

  • أحيانا تذهب إلى أماكن لا تعرفها، فتتصل بوالدها ليعيدها إلى البيت.

  • تغيرت شخصيتها، فأصبحت أكثر جرأة مع الشبان في مرافقتهم بعدما كانت تتميز بالحياء الشديد التي تصبغ على محياها هالة الوقر، فهي ليست هي على حالها الطبيعي حين تأتيها نوبات الهستيرية، ومن خشية أهلها عليها قاموا بحبسها في البيت إلى أن يجدوا حلا قبل أن تتسبب في مشاكل لنفسها. ومع حبسها زاد الأمر سوءا عليها فبدأت تأتيها موجة من الغضب و الهياج و الصراخ لأتفه الأسباب ثم تصاب بشلل بأحد الأطراف أو تفقد القدرة على الكلام و أحيانا تفقد البصر هنيهاتٍ أو تتكلم وكأنها طفلة صغيرة..


هذا نموذج من حالات الهستيرية التي تصيب الكثيرين، لكنها تصيب و تأوي بصوتها على الإناث أكثر من الذكور بأضعاف .

معنى كلمة "هستيرية" :

كلمة  "هستيرية " : مصطلح مشتق من الكلمة اليونانية Hysterus  هو اسم أطلقه عليه أبقراط، و هو يعني الرحم، بحيث كان يعتقد في اليونان أن هذا المرض مرتبط بمرض في الرحم عند النساء، لكنه لا علاقة له بالرحم، فكما قلنا سابقا أنه يصيب الرجال كذلك غير أنه بدرجة أقل كما أن أعراضها يمكن أن تراها في أي امرأة أو رجل، إلا أنها تصبح أكثر شدة وتكرارا في الشخصيات المتأصلة فيهم الهستيرية.

مواصفات هذه الشخصية الهستيرية :

إنطلاقا من التقيم الذي أجرته المجلة الأمريكية الرابعة للأمراض النفسية DSM 1994، ير بأنه لكي توصف الشخصية بأنها هستيرية، يجب أن تتميز وتتوفر على الأوصاف التالية :

  1. أنها لا تشعر بالإرتياح في المواقف التي لا تكون فيها مركز الإهتمام .

  2. مشاركته مع الآخرين و تفاعله غالبا ما يتميز بالإغواء و السلوك المثير.

  3. أحاسيسه و مشاعره سطحية ومتقلبة.

  4. شخصية تستخدم مظهرها دوما لجذب الإهتمام لها.

  5. نمط كلامها يكون غالبا مؤثرا لكنه يفتقر للتفاصيل، و ليس ينتبه لهذه الحلقة إلا الحادقون المنتبهون.

  6. تميل للدراما و التصرفات المسرحية، و المبالغة الشديدة في التعبير عن أحاسيسها.

  7. أثناء دخولها في إحدى العلاقات فإنها تعتبرها علاقة قوية وحميمية رغم أنها ليست كذلك أبدًا. وهي تبدأ العلاقة بسرعة، وتنهيها بنفس السرعة. لأنها سريعة الملل.


"هذه الشخصية الإنفعالية المحبة للإستعراض، السطحية المغوية، ولباحثة عن الإهتمام الدائم تكون هشة أمام الأحداث الواقعية فلا تحتمل الضغوطات النفسية، فتصيبها الهستيرية، كمحاولة من جهازها النفسي للهروب من هذه الضغوطات لجذب مزيد من الإهتمام إليها !

  • ملاحظات و نصائح علاجية :


ينصح المعالج النفسي الأسرة بأن لا يولوا إنتباههم لتلك الأعراض الهستيرية، و إنما عليهم إهمالها، و اللايقعوا في الخطأ وهو الإلتفاف حول المريضة وهم في حالة هلع في وخوف عليها، بل عليهم التمسك بأعصابهم وتركها على حالها إلى أن تعود لحالتها الطبيعية، لأنهم إن فزعوا إليها سيشعر المريض بالإهتمام ما يجعله أكثر تدعيما وتعزيزا، الشيء الذي يؤدي إلى تكرار الحالة و تأصيلها في جذور اللاوعي. و إنما الأصح هو إشعارها بالإهتمام حين تكون أكثر صحة، فيدعم بذلك عقلها الباطن السلوك الصحي على السلوك الهستيري المرضي . وتجدر الإشارة أن هذا السلوك ليس تمثيلا، بل نابع من اللاشعور أو العقل الباطن، لذى يجب التعامل معه بحرص.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -