أخر الاخبار

التعليم البديل وفن التقليد لبناء شخصية طفلك



إن هدف الآباء منذ ولادة أول أطفالهم هو أن يتمكنوا من غرس عادات إيجابية فيهم، تسمح بسلك محطات الحياة بشكل آمن، قادرين على فهم واستيعاب المقررات الدراسية، وخلق وابتكار أفكار و حلول جديدة.

ما يجب على الآباء معرفته أن الطفل حين يولد، يكون خاليا من المعرفة المادية، إلا أنه يمتلك من مخزون المشاعر و العواطف الكثير، ويكون كثير الملاحظة واسع الفضول.

ويبدء تعليمه وتلقينه عبر " التقليد " .

1. التقليد :

وتعتبر هذه العادة لدى الأطفال بمثابة فاتحة إلى إمكانات واسعة في التعليم البديل هن طريق ملاحظة التفاعلات داخل محيطه.

ومن خلال مراقبة طفل لآخر يتلقى تعليمات من معلمه أو مربيه، فإنه يتعلم بمحرد تلك الملاحظة، وقد يتجاوز مستواه : مستوى الطفل الذي أرسلت إليه التعليمات بعينه، و إن لم يعنى الطفلُ المرَاقِبُ باهتمَام المُعلم.

إن خاصية " التقليد " في الأطفال لا تظهر جليًا للآباء إلا بعد سن تتراوح ما بين الثالثة إلى الثامنة، وتزداد حدة في الثانية عشر، فتتكون بذلك من تقليد نفسي غير محسوس إلى جسدي مادي قابل للقياس و الملاحظة. فالتقليد يبدء حين يفتح الطفل عينيه لأول مرة على هذه الحياة، ويصبح المرجع الأول له هو " الوالدان " ثم يتم تطبيع سلوكاتهم في ذاكرته، ما يساهم على بناء شخصيته.

الأطفال يمرون بمراحل وفترات يقتبسون فيها نشاطات من يحيطون بهم، وبطريقة طوعية يقلدون أفعالهم وانفعالاتهم.

الأطفال يتعلمون من الملاحظة ضعف ما يتعلمون من المواقف التي رتبت لنقل المعرفة لهم أو تلقينهم شفهيا .

- كما يساهم أيضا توفر بعض الشروط في تحسين تعلم الطفل أو تعديل سلوك سابق بآخر أفضل، وذلك حين يقوم بمراقبة طفل آخر يقوم بعمل أو سلوك حسن ؛ بحيث يكون النموذج المحتدى به ذي قيمة بالنسبة للطفل المراقب.
فلكي يكتسب طفلك عادة جيدة، عليك أولا أن تكون قدوة حسنة له، و إن أردت أن يحب القراءة ويمتلك فضولا للمطالعة، عليه أن يجد مكتبة متواضعة في المنزل، يأخذ منها الأب و الأم كتابا لمطالعته من حين لآخر ، وبذلك يدفعه فضوله لاستكشاف ما تخفيه تلك الرفوف.

2 . دافع الإنجاز :

  • إن دافع الإنجاز مهم جدا لتنشئة الأطفال في بدايات تعلمهم، فالدافع هو الحافز لسد حاجاتهم النفسية، مثل الحاجة إلى الحب و التقدير و الحاجة إلى الإنجاز.


دافع الإنجاز من الدوافع التي حطيت باهتمام الباحثين، ومعناه حرص الطفل على القيام بما يراه واجبه وفي تحقيق الأشياء الصعبة، و التحكم في تناول أفكاره وتنظيمها، ثم القيام بالعمل المطلوب على نحو حسن وسريع باستقلال قدر ما أمكن ذلك مع الوصول إلى معاير التميز و التفوق على الآخرين. هذا الدافع يبتدء في مرحلة مبكرة في حياة الطفل، ثم يتطور ببلوغ الثامنة و العاشرة.

ويكون هذا الدافع أكثر حضورا وقوة في الأسر التي تشجع أطفالها على الإستقلال في عمر مبكر، فينعكس ذلك على الأطفال في ترتيب أسِرَتِهم، وَربط أحذيتهم، ومُحاولة إصلاح ألعابهم، وتجهيز وجباتهم اليومية أو المشاركة في ذلك، فيكونون عكس الأطفال الذين نشأوا في أسر تشجع أطفالها على الإعتيادية.
يكون الأطفال ذي الدافع العالي أكثر إنجازا، ونجد أن آباءهم في الغالب يصوبونهم نحو أهداف عالية، عكس آباء و أمهات الأطفال ذي الدافع المنخفض.

كما أن المثير للإنتباه أن أمهات الأطفال ذي الدافع المرتفع للإنجاز هنا الحازمات و الأكثر سيطرة من أمهات الأطفال ذو الدافع المنخفض .

| خِتاما :

يركز التعليم البديل للتأثير على شخصية طفلك عن طريق ( التقليد و الدافع للإنجاز ).

- فالتقليد : يرتكز في أن تكون قدوة حسنة يطمع طفلك أن يصير مثلك..

أما الدافع للإنجاز : فيتجلى في تشجيعك له، فلا يكون لطموحاته وأهدافه حد.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -